العرض في الرئيسةفضاء حر

ترييف المدن وبرجزة الريف

يمنات

د. عارف الحاج
خبير دولي في التنمية والمنح
 
منظور الاقتصاد السياسي للطبقة العاملة  للنزاع اليمني
من ملامح النزاع اليمني اعتماده الكثيف ليس على الجندرمة بل على البشمرجة، اي على تجنيد الشببية الريفية، وذللك لسببين رئيسين هما:
اولا  هشاشة الجيش الرسمي 
 وتانيا الطابع الريفي العصبوي لقيادة  اطراف النزاع
والنتيجة ان اصبحت المدن تترييف في كل ساعة ودقيقة  من حيث انعدام الخدمات الأساسية وتوطين المظاهر القبلية والريفية المسلحة فيها ونكون بصدد وضع اقرب للحركة الاستيطانية، فتتغير هوية المدينة ومراكز القوة والثروة فيها 
تهميشا  للمدني المواطن  وتمكيينا للريفي  القبيلي الحاكم.
فتكون النتيجة.. 
اسهال اجتماعي..
..مدن بدون هوية. بل استبدلت و أصبحت 
هجينة الفسيفساء  الاجتماعية .
  الريفي الريعي  هو مركز قوة النظام الاقتصادي والسياسي. 
ويتحول مواطنو المدن .. في الغالب  الي غرباء.
 
اما الريف ….
…فيتكون الفائض  الاقتصادي بيد أمراء الحرب الجدد وهم ريفيون عصبويون مدثرين بالدولة الأمنية العصبوية..
.فلم تتكون القوة الاقتصادية الجديدة من الطبقة الإقطاعية  او من برجوازية المدن بل من قيادات البمشمرجة
(اقتصاديات دولة  عنترة) ..
والتكاثر المالي و ثراء هذه القوى الاقتصادية الجديدة من الفيد  وريع التخلف  والتحشييد العسكري للجبهات ومعارك السلطان.
 
ويكون أثر توطين الريع  والتكاثر المالي لهذه المجموعة الريعية مزيد من تمزيق وتفكيك النسيج  الاجتماعي للريف اليمني وتتريع اقتصاده الإنتاجي. 
ومرجعه السلوك الاستعراضي الطفيلي للبشمرجة 
في الارياف والاستهلاك السفه والهنجمة المالية، وهي سلوكيات تتعارض مع الريف اليمني وبساطته  وميوله الإنتاجية.
 
والاخطر من هذا كله هو  تشكل اقتصاديات المقاولات الدينية في الريف..
وهي تحصل على عمولة من جراء حشد وتعبئية الأطفال والشباب  وربطهم بالقوات والمجموعات المسلحة..
وكذا الاتجار بالخطب الدينية للهجموم حسب الطلب تطبيقا لعكس قاعدة التنمية العمل مقابل النقد..
Cash for work. 
 
الخطبة او الهذيان الديني مقابل النقد..
Cash for  religious speech 
 وهي لعمري جدا خطيرة 
حيث تحول الريف اليمني من أرض للزراعة والعفوية والنقاء الي وحش بلارحمة..
وهي تقوم بهذا استشمارا لتغير البيئية الدينية في اليمن نتيجة ديناميكية الصراع ومركزية الريف المليشياوي في قيادة المشهد في اليمن..
.صفوة القول:
 تشوه قوى وعلاقات الإنتاج والهياكل المجتمعية في اليمن وتعميق الريعية  في ظل وضع الدولة المحتجزة بفعل  قانون تآكل الوطنية وسيادة الكنتونات الريعية الوظيفية  ونخب التربح من النزاعات  المستأجرة من الخارج.
.
زر الذهاب إلى الأعلى